.خاتمة، وصية، ونصيحة:
اعْلَمْ وفقنا الله وَإِيَّاكَ وَجَمِيع المسلمين لما يحبه الله ويرضاه أن مِمَّا يجب الاعتناء به حفظًا وعملاً كلام الله جَلَّ وَعَلا وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.وأنه ينبغي لمن وفقه الله تَعَالَى أن يحث أولاده على حفظ القرآن وما تيسر من أحاديث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم المتفق على صحتها عَنْهُ كالبخاري ومسلم.ومن الفقه مختصر المقنع ليتيسر له استخراج المسائل ويجعل لأولاده ما يحثهم على ذَلِكَ.فمثلاً يجعل لمن يحفظ القرآن على صدره حفظًا صحيحًا عشرة آلاف أو أزيد أو أقل حسب حاله في الغنى.ومن الأحاديث عقود اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عَلَيْهِ الإمامان البخاري ومسلم، ويجعل لمن يحفظ لك ستة آلاف.فإن عجزوا عن حفظها فالعمدة في الْحَدِيث يجعل لمن حفظها ثلاثة آلاف، أو الأربعون النواوية ويجعل لمن يحفضها ألفًا.ويجعل لمن يحفظ مختصر المقنع في الفقه ألفين من الريالات فالغيب سبب لحفظ المسائل وسبب لسرعة استخراج ما أريد من ذَلِكَ وما أشكل معناه أو يدخلهم في مدارس تحفيظ القرآن فمدارس تعليم القرآن والسنة هِيَ مدارس التعليم العإلى الممتاز الباقي النافع في الدُّنْيَا والآخِرَة أو يدخلهم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم الموجودة في المساجد.
وَلَمْ أَرَى لِلْخَلائِقِ مِنْ مُرِبٍ ** كَعِلْمِ الشَّرْعِ يُؤْخَذُ عَنْ ثِقَاتِبِبَيْتِ اللهِ مَدْرَسَةِ الأَوَالي ** لِمَنْ يَهْوَى الْعُلُومَ الرَّاقِيَاتفمن وفقه الله لذَلِكَ وعمل أولاده بذَلِكَ كَانَ سببًا لحصول الأجر من الله وسببًا لبرهم به ودعائهم له إذا ذكروا ذَلِكَ منه ولعله أن يكون سببًا مباركًا يعمل به أولاده مَعَ أولادهم فيزيد الأجر له ولهم نسأل الله أن يوفق الجَمِيع لحسن النِّيْة إنه لقادر على ذَلِكَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.تم الجزء الخامس بعون الله وتوفيقه ونسأل الله الحي القيوم العلي العَظِيم ذا الجلال والإكرام الواحد الأحد الفرد الصمد الَّذِي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن يعز الإسلام والمسلمين وأن يخذل الكفرة والمشركين وأعوانهم وأن يصلح من في صلاحه صلاح للإسلام والمسلمين ويهلك من في هلاكه عز وصلاح للإسلام والمسلمين وأن يلم شعث المسلمين ويجمَعَ شملهم ويوحد كلمتهم وأن يحفظ بلادهم ويصلح أولادهم ويشف مرضاهم ويعافي مبتلاهم ويرحم موتاهم ويأخذ بأيدينا إلى كُلّ خَيْر ويعصمنا وإياهم من كُلّ شر ويحفظنا وإياهم من كُلّ ضر وأن يَغْفِرَ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَجَمِيعِ المُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِهِ إِنَّهُ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.والله المسئول أن يجعل عملنا هَذَا خالصًا لوجهه الكريم وأن ينفع به نفعًا عامًا إنه سميع قريب مجيب على كُلّ شَيْء قدير.والحمد لله رب العالمين والصَّلاة والسَّلام على أشرف المرسلين نبينا مُحَمَّد خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين. ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.عبد العزيز مُحَمَّد السلمان.المدرس في معهد إمام الدعوة بالرياض.
تَمَنَّيْتُ فِي الدُّنْيَا عُلُومٌ أبثُهَا ** وأنْشُرُهَا فِي كُلِّ بَادٍ وَحَاضِرِدُعَاءٌ إِلَى القُرْآنِ والسُنَّةِ الَّتِي ** تَنَاسَى رِجَالٌ ذِكْرَهَا فِي الْمَحَاضِرِوقَدْ أَبْدَلُوهَا بِالْجَرَائِدِ تَارَّةً ** وَتِلْفَازِهِمْ رَأْسُ الشُّرُورِ الْمَنَاكِرِوَمِذْيَاعِهِمْ أَيْضًا فَلا تَنْسَ شَرَّهُ ** فَكَمْ ضَاعَ مِنْ وَقْتٍ بِهَا بِالْخَسَائِرفَصْل:وإليك طرفًا مِمَّا حدث بأسباب النظر إلى النساء مِمَّا أدى بالإِنْسَان إلى ضياع الوَقْت والأمراض وآخرها الموت نسأل الله العافية سقناها لتأخذ حذرك ولا تهمل طرفك فيجنى عَلَيْكَ واسمَعَ إلى قول من تولعوا بنساء عفيفات وكن متيقظًا حذرًا للأتقع في شبكة العشق المودية إلى ضياع الوَقْت من النظر إلى النساء الأجنبيات منك خشية أن تقع فيما وقع به بَعْضهمْ.قال بعض من ابتلى بذك فمرض وأشرف على الموت نسأل الله العافية:(1)
مَا ذَا عَلَيْكَ إِذْ خُبِّرْتَ بِي دَنَفًا ** رَهْنَ الْمَنِيَّةِ يَوْمًا أَنْ تَعُودِينِيوَتَجْعَلِي نُطْفَةً فِي الْقُعْبِ بَارِدَةً ** فَتَغْمِسِي فَاكِ فِيهَا ثُمَّ تَسْقِينِيآخر:(2)
قَالُوا تَصَبَّرَ فَمَا هَذا الْجُنُونُ بِهَا ** فَقُلْتُ يَا قَوْمُ لَيْسَ الْقَلْبُ مِنْ قِبَلِيآخر:
قُلْ لِلْبَخِيلَةِ بِالسَّلامِ تَوَرُّعًا ** كَيْفَ اسْتَبَحْتَ دَمًا وَلَمْ تَتَوَرَّعِيهَلْ تَسْمَحِينَ بِبَذْلِ أَيْسَرَ نَائِلٍ ** أَنْ أَشْتَكِي بَثِّي إليْكِ وَتَسْمَعِيآخر:(3)
أَجِدِ الْمَلامَةَ فِي هَوَاكِ لَذِيذَةٍ ** حُبًّا لِذِكْرِكِ فَلْيَلُمِّنِي اللَّوَمُ(4)
فَيَا لَيْتَ أَنِّي يَوْمَ تَدْنُو مَنِيَّتِي ** شَمِمْتُ الَّذِي مَا بَيْنَ عَيْنَكِ وَالْفَمِوَلَيْتَ غَسِيلِي كَانَ رِيقُكِ كُلِّهِ ** وَلَيْتَ حَنُوطِي مِنْ مُشَاشِكِ وَالدَّمآخر:(5)
وَقَائِلَةٍ مَا ذَا الشُّحُوبُ وَذِي الضَّنَى ** فَقُلْتُ لَهَا قَوْلَ الْمَشُوق الْمُتَيَّمِأَتَانَا هَوَاكِ وَهُوَ ضَيْفٌ أُعِزُّهُ ** فَأَطْعَمْتُهُ لَحْمِي وَأَسْقَيْتُهُ دَمِيآخر:(6)
لَئِنْ سَأنِي أَنْ نِلْتَنِي بِمَسَاءَةٍ ** لَقَدْ سَرَّنِي أَنِّي خَطَرْتُ بِبَالِك(7)آخر يَصِفُ حَالَه مَعَ مَعْشوقَيِه التي تَولّعَ بها:
كَعُصْفُورَةٍ فِي كَفِّ طِفْلٍ يُهِينُهَا ** تَذُوقُ مَرَارَ الْمَوْتِ وَالطِّفْلُ يَلْعَبُفَلا الطِّفْلُ ذُو عَقْلٍ يَرِقُّ لِحَالِهَا ** وَلا الطَّيْرُ مَتْرُوكَ الْجَنَاحَيْن يَذْهَبُ(8)
إِذَا مَا التَقَيْنَا وَالْوُشَاةُ بِمَجْلِسٍ ** فَلَيْسَ لَنَا رُسْلٌ سِوَى الطَّرْفِ بِالطَّرْفِوَإِنْ غَفَلَ الْوَاشُونَ فُزْتُ بِنَظْرَةٍ ** وَإِنْ نَظَرُوا نَحْوِي نَظَرْتُ إِلَى السَّقْف(9)
أَفْدِي بِرُوحِي مَنْ شَبَّهْتُ طَلْعَتَهَا ** بِطَلْعَتِ الشَّمْسِ فَاغْتَاضَتْ لَتَشْبِيهِيقَالَتْ أَللشَّمْسِ طَرْفٌ مِثْلُ طَرْفِي ذَا ** إِنْ كُنْتَ تَفْهَمُ مَعْنَى مِنَ مَعَانِيهِأَوْ هَلْ بِهَا مِثْلُ خَدِّي فِي تَوَرُّدِهِ ** أَوْ هَلْ بِهَا مِثْلُ قَدّ فِي تَثَنِّيهِفَقُلْتُ دُونَكِ فَاقْنَصِي بِلا حَرَجٍ ** هَذَا لِسَانِي الَّذِي أَخْطَأَ فَعُضِّيه(10) آخر:مبالغ في الكذب:
قَدْ كَانَ لِي قَبْلَ الْهَوَى خَاتَمٌ ** وَاليوم لَوْ شِئْتُ تَمَنْطَقْتُ بِهْفَنِيتُ حَتَّى صِرْتُ لَوْ زُجَّ بِي ** فِي مُقْلِةِ الْوَسْنَانِ لَمْ يَنْتَبَهْ(11) آخر:
وَهَيْفَاءُ لا أُصْغِي إِلَى مَنْ يَلُومُنِي ** عَلَيْهَا وَيُغْرِينِي بِهَا أَنْ أَعِيبَهَاأَمِيلُ بِإِحْدَى مُقْلَتَيَّ إِذَا بَدَتْ ** إليها وَبِالأُخْرَى أُرَاعِي رَقِيبَهَاوَقَدْ غَفَلَ الْوَاشِي وَلَمْ يَدْرِ أَنَّنِي ** أَخَذْتُ لِعَيْنِي مَنْ سُلَيْمَى نَصِيبَهَا(12) آخر:
ثِقي بِالَّذِي فِي الْقَلْبِ مِنْكِ فَإِنَّهُ ** عَظِيمٌ لَقَدْ حَصَّنْتُ سِرِّكِ فِي سِرِّي(13) آخر:
أُعَانِقُهَا وَالنَّفْسُ بَعْدُ مُشَوَّقَةً ** إليها وَهَلْ بَعْدَ الْعِنَاقِ تَدَانِيوَأَلْثِمُ فَاهَا كَيْ تَزُولَ حَرَارَتِي ** فَيَشْتَدُّ مَا أَلْقَى مِنَ الْهَيَمَانِي(14) آخر:
وَلَمَّا الْتَقَيْنَا وَالدُّمُوع سَوَاجِمٌ ** خَرَسْتُ وَطَرْفِي بِالْهَوَى يَتَكَلَّمُحَوَاجِبُنَا تَقْضِي الْحَوَائِجِ بَيْنَنَا ** وَنَحْنُ سُكُوتٌ والْهَوى يَتَكَلَّمُ(15) آخر:
تَسَاهَمَ ثَوْبَاهَا فَفِي الدِّرْعِ رَأدَةٌ ** وَفِي الْمِرْطِ لَفَّاوَانِ رِدْ فُهُمَا عَبْلُفَوَاللهِ مَا أَدْرِي أزِيدَت مَلاحَةً ** وَحُسْنًا عَلَى النِّسْوَانِ أَمْ لَيْسَ لِي عَقْلُآخر:
لَئِنْ طَلَبُوا مِنِّي لِدَعْوَايَ شَاهَدًا ** فَإِنَّ شُهُودِي أَرْبَعٌ ثُمَّ أَرْبَعُنَحُولٌ وَذُلٌّ وَاشْتِيَاقٌ وَغُرْبَةٌ ** وَوَجْدٌ وَأَشْجَانٌ وَصَدٌّ وَأَدْمُعُآخر:
أَمَا وَجَلالِ اللهِ لَوْ تَذْكُرِينَنِي ** كَذِكْرِيكِ مَا كَفَكَفْتِ لِلْعَيْنِ مَدْمَعَافَقَالَتْ بَلَى وَاللهِ ذِكْرًا لَوْ أَنَّهُ ** يُصَبُّ عَلَى صُمِّ الصَّفَا لِتَصَدَّعَاآخر:
سَلِبْتِ عِظَامِي كُلَّهَا فَتَرَكْتَهَا ** مُجَرَّدَةً تُضْحِي لَدَيْكَ وَتَحْضُرُوَأَخْلَيْتَهَا مِنْ مُخِّهَا فَكَأَنَّهَا ** أَنَابِيبُ فِي أَجْوَافِهَا الرِّيحُ تَصْفُرُإِذَا سَمِعِتْ بِاسْمِ الْحَبِيبِ تَقَعْقَعَتْ ** مَفَاصِلُهَا مِنْ خَوْفِ مَا هِيَ تَنْظُرُخُذِي بِيَدِي ثُمَّ ارْفَعِ الثَّوْبِ تَنْظُرِي ** ضَنَى جَسَدِي لَكِنَّنِي أَتَسَتَّرُوَلَيْسَ الَّذِي يَجْرِي مِنَ الْعَيْنِ مَاؤُهَا ** وَلَكِنَّهَا رُوحِي تَذُوبُ فَتَقْطُرُآخر:
وَإِنِّي لَتَعْرُونِي لِذِكْرَاكَ رَوْعَةٌ ** لَهَا بَيْنَ جِلْدِي وَالْعِظَامِ دَبِيبُفَمَا هُوَ إِلا أَنْ أَرَاهَا فَجَاءَةً ** فَأُبْهَتُ حَتَّى لا أَكَادُ أُجِيبُآخر:
هَلِ الْحُبِّ إِلا زَفْرَةُ بَعْدَ زَفْرَةٍ ** وَحَرٌّ عَلَى الأَجْسَادِ لَيْسَ لَهُ بَرْدُوَفَيْضُ دُمُوعِ تَسْتَهِلُّ إِذَا بَدَا ** لَنَا عَلَمٌ مِنْ أَرْضِكُمْ لَمْ يَكُنْ يَبْدُوآخر:
وَلَمَّا وَقَفْنَا وَالرَّسَائِلُ بَيْنَنَا ** دُمُوعٌ نَهَاهَا الْوُجْدُ أَنْ تَتَوَقَّفَاذَكَرْنَا اللَّيَإلى فِي الْعَقِيقِ وَظِلَّهَا الْـ ** نِيقِ فَقَطَّعْنَ الْقُلُوبَ تَأَسُّفَاآخر:
وَإِنِّي لَتَعْرُونِ لِذِكْرَاكَ هَزَّةٌ ** كَمَا انْتَفَضَ الْعُصْفُورُ بَلَّلَهُ الْقَطْرُآخر:
وَأَخْرَجُ مِنْ بَيْنِ الْبُيُوتِ لَعَلَّنِي ** أُحَدِّثُ عَنْكَ النَّفْسَ فِي السِّرِّ خَالياآخر:
لَيْتَنِي إِذْ رَأَيْتَهَا كُلِّي عُيُون ** فَبِعَيْنَيْنِ فَلَسْتُ مِنْهَا أَشْبَعُآخر:
لِي فِي مَحَبَّتِهَا شُهُودُ أَرْبَعٌ ** وَشُهُودُ كُلِّ قَضِيَّةٍ إثْنَانِخَفَقَانُ قَلْبِي وَاضْطِرَابُ جَوَانِحِي ** وَنُحُولُ جِسْمِي وَانْعِقَادُ لِسَانِيآخر:
حَمِِدْتُ إِلَهِي إِذْ بَلانِي بِحُبِّهَا ** عَلَى حَول أغْنَى عَنِ النَّظَرِ الشَّزَرِنَظَرْتُ إليها وَالرَّقِيبُ يَظُنُّنِي ** نَظَرْتُ إليه فَاسْتَرَحْتُ مِنَ الْعُذْرِأَتَبْكِي عَلَى لبْنَى وَأَنْتَ تَرَكْتها ** فَكُنْتَ كَآتٍ حَتْفِهِ وَهُوَ طَائِعُفَيَا قَلْبُ خَبِرْنِي إِذَا شَطَّتِ النَّوَى ** بِلُبْنَى وَبَانَتْ عَنْكَ مَا أَنْتَ صَانِعُوإليك من قصيدة طويلة قيل: إنه إدعاها شعراء كثيرون نقتصر على سياق بعضها خوف الملل لأنها حول المائة منها:
خُذُوا بِدَمِّي ذَاتَ الْوِشَاحِ فَإِنَّنِي ** رَأَيْتُ بِعَيْن فِي أَنَامِلِهَا دَمِيوَلا تَقْتُلُوهَا إِنْ ظَفِرْتُمْ بِقَتْلِهَا ** وَلَكِنْ سَلُوهَا كَيْفَ حَلَّ لَهَا دَمِيوَقُولُوا لَهَا يَا مَنِيَّةَ النَّفْسِ إِنَّنِي ** قَتِيلُ الْهَوَى وَالْعِشْقِ لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِيآخر:
لَوْ كَانَ لِي صَبْرُهَا أَوْ عِنْدَهَا جَزَعِي ** لَكُنْتُ أَمْلِكُ مَا آتِي وَمَا أَدَعُإِذَا دَعَا بِاسْمِهَا دَاعٍ لِيُحْزِنَنِي ** كَادَتْ لَهُ شُعْبَةٌ مِنْ مُهْجَتِي تَقَعُآخر:
لَمْ يَبْقَ لِي بَعْدَكُمْ رَسْمٌ وَلا طَلَلُ ** إِلا وَلِلشَّوْقِ فِي حَافَاتِهِ عَمَلُإِذَا شَمَمْتُ نَسِيمًا مِنْ بِلادِكُمْ ** فَقَدْتُ عَقْلِي كَأَنِّي شَارِبٌ ثِمَلُآخر:
أَدِيرِ لِحَاظَ الْقَلْبِ فِيَّ لِتَنْظُرِي ** إِلَى مُفْلِسٍ مِنْ صَبْرِهِ عَنْكَ مُعْدِمِوَلا تُرْسِلِي هَذِي اللَّوَاحَظَ كُلَّهَا ** فَوَاحِدَةٌ تَكْفِيكِ قَتْلَ الْمُتَيَّمآخر:
أَقُولُ لِعَيْنِي حِينَ جَادَتْ بِدَمْعِهَا ** وَإِنْسَانُهَا فِي لُجَّةِ الدَّمْعِ يَغْرَقُخُذِي بِنَصِيبٍ مِنْ مَحَاسِنِ وَجْهَهَا ** ذَرِي الدَّمْعَ لِلْيَوْمِ الَّذِي نَتَفَرَّقُآخر:
أَقُولُ لَهَا رُدِّي الْحَدِيثَ الَّذِي انْقَضَى ** وَذِكْرَاكِ مِنْ ذَاكَ الْحَدِيثِ أُرِيدُيُجَدِّدُ تَذْكَارُ الْحَدِيثِ مَوَدَّتِي ** فَذِكْرُكِ عِنْدِي وَالْحَدِيثُ جَدِيدُأُنَاشِدُهَا إِلا تُعِيدُ حَدِيثَهَا ** كَأَنِّي بَطِيءُ الْفِهْمِ حِينَ تَعِيدُآخر:
أَفْدِي بِرُوحِي مَنْ شَبَّهْتُ طَلْعَتَهَا ** بِطَلْعَتِ الشَّمْسِ فَاغْتَاضَتْ لَتَشْبِيهِيقَالَتْ أَللشَّمْسِ طَرْفٌ مِثْلُ طَرْفِي ذَا ** إِنْ كُنْتَ تَفْهَمُ مَعْنَى مِنَ مَعَانِيهِأَوْ هَلْ بِهَا مِثْلُ خَدِّي فِي تَوَرُّدِهِ ** أَوْ هَلْ لهََََا مِثْلُ قَدّ فِي تَثَنِّيهِآخر:
يَعُدُّ عَلَيَّ الْوَاشِيَانِ ذُنُوبَهَا ** وَمِنْ أَيْنَ لِلْوَجْهِ الْمَلِيحِ ذُنُوبُآخر:
وَإِيَّاكَ ذِكْرَ الْعَامِرِيَّةِ إِنَّنِي ** أَغَارُ عَلَيْهَا مِنْ فَمِ الْمُتَكَلِّمِأَغَارُ عَلَيْهَا مِنْ أَبِيهَا وَأُمِّهَا ** وَمِنْ مَضَغِةِ الْمِسْوَاكِ إِذَا مُصَّ فِي الْفَمِأَغَارُ عَلَى أَعْطَافِهَا مِنْ ثِيَابِهَا ** إِذَا وَضَعَتْهَا فَوْقَ جِسْمٍ مُنَعَّمِوَأَحْسُدُ كَاسَاتٍ يُقَبِّلْنَ تَغْرَهَا ** إِذَا وَضَعَتْهَا مَوْضِعَ اللَّثْمِ فِي الْفَمِعِرَاقِيَّةُ الأَطْرَافِ مَكِّيَّةُ الْحَشَا ** حِجَازِيَّةُ الْعَيْنَيْنِ طَائِيَةُ الْفَمومنها:
لَهَا حُكْمُ لُقْمَانٍ وَصُورَةُ يُوسُفٍ ** وَنَغَمَةُ دَاوُودٍ وَعِفَّةُ مَرْيَمِوَلِي ضُرُّ أَيُّوبٍ وَوَحْشَةُ يُونُسٍ ** وَأَحْزَانُ يَعْقُوبٍ وَحَسْرَة آدَمآخر:
وَاللهِ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلا غَرَبَتْ ** إِلا وَأَنْتِ مُنَى قَلْبِي وَوَسْوَاسِيوَلا جَلَسْتُ إِلَى قَوْمِ أُحَدِّثُهُمْ ** إِلا وَأَنْتِ حَدِيثِي بَيْنَ جُلاسِيوَلا هَمَمْتُ بِشُرْبِ الْمَاءِ مِنْ عَطَشٍ ** إِلا رَأَيْتَ خَيَالاً مِنْكِ فِي الْكَأْسِآخر:
رُوحِي إليكِ بِكُلِّهَا قَدْ أَجْمَعَتْ ** لَوْ كَانَ فِيكِ هَلاكُهَا مَا أَقْلَعَتْتَبْكِي عَلَيْكَ بكُلِهَا عَنْ كُلَّهَا ** حَتَّى يُقَالُ مِنَ الْبُكَاءِ تَقَطَّعَتْآخر:
وَلِي عَبَرَاتٌ تَسْتَهِلُّ صَبَابَةٌ ** عَلَيْكَ إِذَا بَرْقُ الْغَمَامَ تَأَلَّقَاأَلِفْتُ الْهَوَى حَتَّى حَلَتْ لِي صُرُوفُهُ ** وَرُبَّ نَعِيمٍ كَانَ جَالِبُهُ شَقَاوَأَذْهَلُ حَتَّى أَحْسِبُ الصَّدَّ وَالنَّوَى ** بِمُعْتَرَكِ الذِّكْرَى وِصَالاً وَمُلْتَقَىفَهَا أَنَا ذُو حَإلينِ أَمَّا تَلَذُّذِي ** فَحَيُّ وَأَمَا سَلْوَتِي فَلَكِ الْبَقَاآخر:
مَا كَانَ ضَرَّكَ يَا شَقِيقَةَ مُهْجَتِي ** لَوْ أَنْ بَعَثْت تَحِيَّةً تُحْيِينِيزكي جَمَالاً أَنْتَ عَنْهُ غَنِيَّةٌ ** وَتَصَدَّقِي مِنْهُ عَلَى الْمِسْكِينِآخر:
وَرَأَيْتُهَا فِي الطَّرْسِ تَكْتُبُ مَرَّةً ** غَلَطًا وَتَمْحُو خَطَّهَا بِرَضَا بِهَافَوَدِدْتُ لَوْ أَنِّي أَكُونُ صَحِيفَةً ** وَوَدِدْتُ أَنْ لا تَهْتَدِي لِصَوَابِهَاآخر:
أَمْسِي وَأُصْبِحُ مِنْ تَذْكَارِكمْ قَلِقًا ** يَرْثِي لِي الْمُشْفِقَانِ الأَهْلِ وَالْوَلَدُقَدْ خَدَّدَ الدَّمْعُ خَدِّي مِنْ تَذَكُّرِكُمْ ** وَاعْتَادَنِي الْمُضْنِيَانِ الشَّوْقُ وَالْكَمَدُوَغَابَ عَنْ مُقْلَتِي نَوْمِي فَنَافَرَهَا ** وَخَانَنِي الْمُسْعِدَانِ الصَّبْرُ وَالْجَلَدُلا غُرْوَ لِلدَّمْعِ أَنْ تَجْرِي غَوَارِبُهُ ** وَتَحْتَهُ الْخَافِقَانِ الْقَلْبُ وَالْكَبِدُكَأَنَّمَا مُهْجَتِي نِضْؤُ بِبَلْقَعَةٍ ** يَعْتَادَهُ الضَّارِيَانِ الذِّئْبُ وَالأَسَدُلَمْ يَبْقَ إِلا خَفِيُّ الرُّوحِ فِي جَسَدِي ** فِدَاؤُكِ الْبَاقِيَانِ الرُّوحُ وَالْجَسَدُآخر:
رُدُّوا الْمَطِيَّ وَإِلا رَدَّهَا نَفَسِي ** وَأَدْمُعِي فَهُمَا سَيْلٌ وَنِيرَانُيَا سَائِقَ الظَّعْنِ قَلْبِي فِي رِحَالِكُمُوا ** أَمَانَةٌ رَعْيُهَا وَالْحِفْظُ إِيمَانُآخر:
وَكَانَ فُوَآدِي خَإليا قَبْلَ حُبِّكُمْ ** وَكَانَ بِذِكْرِ الْخَلْقِ يَلْهُو وَيَمْرَحُفَلَمَّا دَعَى قَلْبِي هَوَاكَ أَجَابَهُ ** فَلَيْسَ آرَاهُ عَنْ فِنَائِكِ يَبْرَحُرُمِيتُ بِبُعُدٍ مِنْكَ إِنْ كُنْتُ كَاذِبًا ** وَإِنْ كُنْتُ فِي الدُّنْيَا بِغَيْرِكَ أَفْرَحُفَإِنْ شِئْتَ وَاصَلْتِي وَإِنْ شِئْتِ فَاقْطَعِي ** فَلَسْتَ أَرَى قَلْبِي لِغَيْرِكِ يَصْلَحُآخر:
وَإِنِّي إِذَا اصْطَكَتْ رِقَابُ مَطِيِّكُمْ ** وَثِوَّرِ حَادٍ بِالرِّفَاقِ عَجُولُأُخَالِفُ بَيْنَ الرَّاحَتَيْنِ عَلَى الْحَشَا ** وَأنْظُرُ أَنِّي مِلْتُمُ فَأَمِيلُآخر:
وَفِي حُبِّ ذَاتِ الْحَالَ لامَتْ عِصَابَةٌ ** يَظُنُّونَ أَنِّي لَسْتُ بِالرُّوحِ أَسْمَحُيَقِيسُونَ حَإلى فِي الْغَرَامِ بِحَالِهِمْ ** وَكُلُّ إِنَاءٍ بِالَّذِي فِيهِ يَنْضَحُآخر:
وَعِزَّةِ اللهِ مَا لِي عَنْكُم عَوَضٌ ** وَلَيْسَ لِي بِسِوَاكُمْ بَعْدَكُمْ غَرَضُوَمِنْ حَدِيثِي بِكُمْ قَالُوا بِهِ مَرَضٌ ** فَقُلْتُ لا زَالَ عَنِّي ذَلِكَ الْمَرضُآخر:
فَفِي بُعْدِهَا عَنِّي وَفَاتِي وَقُرْبِهَا ** حَيَاتِي وَإِسْعَادِي وَنَيْلُ مَرَامِيوَمِنْ وَجْنَتَيْهَا نَارٌ وُجْدِي وَخِصْرُهَا ** نُحُولِي وَمِنْ سُقْمِ الْجُفُونِ سِقَامِيفَكُنْ عَاذِرِي يَا عَاذِلِي فَدَلالُهَا ** دَلِيل عَلَى وِجْدِي بِهَا وَغَرَامِيآخر:
تَجُولُ خَلاخِيلُ النِّسَاءُ وَلا أَرَى ** لِرَمْلَةَ خِلْخَالاً يَجُولُ وَلا قُلْبَاأُحِبُّ بَنِي الْعَوَامِ مِنْ أَجْلِ حُبِّهَا ** وَمِنْ أَجْلِهَا أَحْبَبْتُ أَخْوَالَهَا كَلْبَاآخر:
نَالَتْ عَلَى يَدِهَا مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي ** نَقْشًا عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَدِيكَأَنَّهُ طُرْقُ نَمْل فِي أَنَامِلِهَا ** أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْهَا السُّحْبُ بِالْبَرْدِسَأَلْتُهَا قَالَتْ لا تَكُنْ عَبِثًا ** مَنْ رَامَ مِنَّا وِصَالاً مَاتَ بِالْكَمَدإلى أن قال:
وَاسْتَرْجَعَتْ سَأَلَتْ عَنِّي فَقِيلَ لَهَا ** مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ دَقَّتْ يَدًا بِيَدِيآخر:
يَا مُنْيَةَ الْقَلْبِ مَاجِيدِ بِمُنْعَطِفٍ ** إِلَى سِوَاكَ وَلا حَبْلِي بِمُنْقَادِلَوْلا الْمَحَبَّةُ مَا أَكْثَرْتُ ذِكْرَكُمُ ** وَلا سَأَلْتُ حَمَامَ الرُّوحِ إِسْعَادِيوَلا وَقَفْتُ عَلَى الْوَادِي أُسَائِلُهُ ** بِالدَّمْعِ حَتَّى رَثَى سَاكِنُ الْوَادِيآخر:
مَا أَقْتلَ الْحُبِّ وَالإِنْسَانُ يَجْهَلُهُ ** وَكُلُّ مَا لَمْ يَذُقْهُ فَهُوَ مَجهُولُرَاحَ الرُّمَاةُ إِلَى بَعْضِ الْمَهَا فَإِذَا ** بَعْضُ الرُّمَاةِ بِبَعْضِ الصَّيْدِ مَقْتُولُآخر:
إِذَا وَصِلْتُمْ إِلَى وَادِي الْمُحِبِّ سَلُو ** عَنْ حَالِ مُنْقَطِعِ أَوْدَى بِهِ السَّهَرُوَفَتِّشُوا عَنْ فُؤَادٍ هَائِمٍ قَلِقٍ ** قَدْ ضَاعَ مِنِّي فَلا عَيْنٌ وَلا أَثَرُآخر:
وَدَّعْتَ قَلْبِي حِينَ وَدَّعْتُهُمْآخر:
عَشَقْتُكِ طِفْلاً وَاتَّخَذْتُكِ سَيِّدًا ** فَجَرَّعْتِنِي بِالصَّدِّ فَاتِحَةَ الرَّعْدِفَبِاللهِ دَاوِينِي كَمَا قَدْ جَرَحْتِنِي ** بِفَاتِحَةِ الأَعرَافِ مِنْ رِيقِكِ الشَّهْديريد بفاتحة الرعد رسم السورة لأن رسمها: المر وبفاتحة الأعراف لأن رسمها: المص يريد مص لسان المعشوقة لتزول حرارة الشوق والوَجَدَ والحرمان.
وَلَوْ أَنَّ مَا بِي مِنْ جَوَى وَصَبَابَةٍ ** عَلَى جَمَلٍ لَمْ يَدخل النَّارَ كَافِرُإشارة إلى قول الله جَلَّ وَعَلا:
{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}.
حَمَلْتُ جِبَالَ الْحُبِّ فِيكِ وَإِنَّنِي ** لأَعْجَزُ عَنْ حَمْلِ الْقَمِيصِ وَأَضْعُفُوَمَا الْحُبُّ مِنْ حُسْنٍ وَلا مِنْ سَمَاحَةٍ ** وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ بِهِ الرُّوحُ تَكْلَفُآخر:
لَوْ عَايَنَتْ عَيْنَاك حسْنُ مُسَقِمَتِي ** مَا لَمَّتْنِي وَلَكُنُتْ أَوَّلُ مَنْ عَذَرْعَيْنُ الرَّشَاقَدُّ النَّقَارِدْفُ النَّقَا ** شَعْرُ الدُّجَى شَمْسُ الضُّحَى وَجْهُ الْقَمَرْآخر:
أَقُولُ وَقَدْ جَدَّ الْغَرَامُ بِمُهْجَتِي ** وَفَاضَتْ جُفُونِي بَعْدَ أَدْمُعِهَا دَمَاإِذَا شِئْتَ أَنْ تَلْقَى مِنَ النَّاسِ مَيْتًا ** عَلَى صُورَةِ الأَحْيَاءِ فاَلْقَى مُتَيَّمَاآخر:
وَأَنْتَ الَّذِي مَا مِنْ صَدِيقٍ وَلا أَخٍ ** يَرَى نِضْوَمَا أَبْقَيْتِ إِلا أَوَى لِيَاأُحِبُّ مِنَ الأَسْمَاءِ مَا وَافَقَ اسْمَهَا ** وَأَشْبَهَهُ أَوْ كَانَ مِنْهُ مُدَانِيَاوَإِنِّي لا أَسْتَنْعِسْ وَمَا بِي نِعْسَةٌ ** لَعَلَّ خَيَالاً مِنْكِ يَلْقَى خَيَالياهِيَ السِّحْرُ إِلا أَنَّ لِلسِّحْرِ رُقْيَة ** وَإِنِّي لا أَلْقَى لِسِحْرِي رَاقِيَاإِذَا نَحْنُ أَدْلَجْنَا وَأَنْتَ أَمَامَنَا ** كَفَى لِمَطَايَانَا بِذِكْرِكَ هَادِيَاإلى أن قال:
عَلَى مِثْلِ لَيْلَى يَقْتُلُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ ** وَإِنْ كَانَ مِن لَيْلَى عَلَى الْهَجْرِ طَاوِيَاآخر:
أَعِدُّ اللَّيَالي لَيْلَةٍ بَعْدَ لَيْلَةٍ ** وَقَدْ عِشْتُ دَهْرًا لا أَعُدُّ اللَّيَالياوَأَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الْبُيُوتِ لَعَلَّنِي ** أُحَدِّثُ عَنْكَ النَّفْسَ بِاللَّيْلِ خَالياآخر:
وَلَمَّا دَنَى مِنِّي السِّيَاقُ تَعَطَّفَتْ ** عَليَّ وَعِنْدِي عَنْ تَعَطُّفِهَا شُغْلُأَتَتْ وَحِيَاضُ الْمَوْتِ بَيْنِي وَبَيْنِهَا ** وَجَادَتْ بِوَصْل حِينَ لا يَنْفَعُ الْوَصْلُوَاسْمَعْ إلى قول أحد العشاق المبالغين في الكذب واسأل ربك العافية.
كُلُّ الْعَذَابِ الَّذِي فِي النَّاس مُسْتَرَقٌ ** مِمَّا بِقَلْبِي مِنْ شَوْقٍ وَتَذْكَارِلَوْلا مَدَامِعُ عُشَّاقٍ وَلَوْعَتُهُمْ ** لَبَانَ فِي النَّاسِ عِزُّ الْمَاءِ وَالنَّارِفَكُلُّ نَار فَمَنْ أَنْفَاسِهِمْ قَدَحَتْ ** وَكُلُّ مَاء فَمِنْ دَمْعِ لَهُمْ جَارِيآخر:
سَأَلْتُهَا عَنْ فُوَآدِي أَيْنَ مَوْضِعُهُ ** فَإِنَّهُ ضَلَّ عَنِّي عِنْدَ مَسْرَاهَاقَالَتْ لَدَيْنَا قُلُوبٌ جَمَّةٌ جُمِعَتْ ** فَأَيُّهَا أَنْتَ تَعْنِي قُلْتُ أَشْقَاهَاآخر:
وَمِنْ عَجَبٍ أَنْ يَحْرِسُوكِ بِخَادِمٍ ** وَخُدَّامُ هَذَا الْحُسْنِ مِنْ ذَاكَ أَكْثَرُعِذَارُكِ رَيْحَانٌ وَثَغْرُكِ جَوْهَرٌ ** وَخَدُّكِ يَاقُوتٌ وَخَالُكِ عَنْبَرُآخر:
بَدا لِي مِنْهَا مِعْصَمٌ حِينَ جَمَّرتْ ** وَكَفٌّ خَضِيبٌ زُيِّنَتْ بِبَنَانِفَوَاللهِ مَا أَدْرِي وَإِنْ كُنْتُ دَارِيَا ** بِسَبْعِ رَمَيْن الْجَمْرَ أَمْ بِثَمَانِآخر:
وَكُنْتُ كَذَبَّاحِ الْعَصَافِيرِ دَائِبًا ** وَعَيْنَاهُ مِنْ وَجْدِ عَلَيْهِنَّ تُهْمِلُفَلا تَنْظُرِي لَيْلَى إِلَى الْعَيْنِ وَانْظُرِي ** إِلَى الْكَفِّ مَاذَا بِالْعَصَافِيرِ تَفْعَلُآخر:
فَلَوْ كَانَ لِي قَلْبَانِ عِشْتُ بِوَاحِدٍ ** وَخَلَّيْتُ قَلْبًا فِي هَوَاكِ يُعَذَّبُوَلَكِنَّمَا أَحْيَا بِقَلْبٍ مُرَوَّعِ ** فَلا الْعَيْشُ يَصْفُو لِي وَلا الْمَوْتُ يَقْرُبُتَعَلَّمْتُ أَلْوَانَ الرِّضَا خَوْفَ سُخْطِهَا ** وَعَلَّمَهَا حُبِّي لَهَا كَيْفَ تَغْضَبُآخر:
جَرَى السَّيْلُ فَاسْتَبْكَانِي السَّيْلُ إِذْ جَرَى ** وَفَاضَتْ لَهُ مِنْ مُقْلَّتِي غُرُوبُوَمَا ذَاكَ إِلا أَنْ تَيَقَنْتُ أَنَّنِي ** أَمُرُّ بِوَادِ أَنْتَ مِنْهُ قَرِيبُآخر:
أُسِرُّ الَّذِي بِي وَالدُّمُوعُ تَبُوحُ ** وَجِسْمِي سَقِيمٌ وَالْفُؤَادُ قَرِيحُوَبَيْنَ ظُلُوعِي لَوْعَةٌ لَمْ أَزَلْ بِهَا ** أَذُوبُ إِشْتِيَاقًا وَالْفُؤَادُ صَحِيحُآخر:
عَلَقْتُ الْهَوَى مِنْهَا وَلِيدًا فَلَمْ يَزَلْ ** إِلَى اليوم يَنْمِي حُبُّهَا وَيَزِيدُإِذَا قُلْتُ مَا بِي يَا بُثَيْنَةُ قَاتِلِي ** مِن الْحُبِّ قَالَتْ ثَابِتٌ وَيَزِيدُوَإِنْ قُلْتُ رُدِّي بَعْضَ عَقْلِي أَعِشْ بِهِ ** مَعَ النَّاسِ قَالَتْ ذَاكَ مِنْكَ بَعِيدُآخر:
وَإِنِّي لَمُشْتَاقٌ إِلَى رِيحِ جَيْبِهَا ** وَحَلَّتْ مَكَانًا لَمْ يَكُنْ حُلَّ مِنْ قَبْلُآخر:
مَحَا حُبُّهَا حُبَّ الأُولى كُنَّ قَبْلَهَا ** وحَلَّتْ مَكَانًا لم يَكُنْ حُلَّ مِنْ قَبْلُآخر:
لَيْلَى وَلَيْلِي نَفَى نَوْمِي اخْتِلافَهُمَا ** فِي الطَّوْلِ وَالطَّوْلِ طُوبَى لِي لَوْ اعْتَدَلايَجُودُ بِالطُّولِ لَيلِي كُلَّمَا بَخِلَتْ ** بِالطَّوْلِ لَيْلَى وَإِنْ جَادَتْ بِهِ بَخِلابِرَغْمِي أُطِيلُ الصَّدَّ عَنْهَا إِذَا نَأَتْ ** أُحَاذِرُ أَسْمَاعًا عَلَيْهَا وَأَعْيُنَاأَتَانِي هَوَاهَا قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ الْهَوَى ** فَصَادَفَ قَلْبًا خَإليا فَتَمَكَّنَانَهَارِي نَهَارُ النَّاسِ حَتَّى إِذا بَدَا ** لِيَ اللَّيْلُ هَزَّتْنِي إليكِ الْمَضَاجِعُأَقَضِي نَهَارِي بِالْحَدِيثِ وَبِالْمُنَى ** وَيَجْمَعُنِي وَالْهَمَّ بِاللَّيْلِ جَامِعُآخر:
وَلَمَّا شَكَوْتُ الْحُبَّ قَالَتْ كَذَبتني ** فَمَا لِي أَرَى الأَعْضَاءَ مِنْكَ كَوَاسِيَافَلا حُبَّ حَتَّى يَلْصَقُ الْجِلْدُ بِالْحَشَا ** وَتَذْهل حَتَّى مَا تُجِيبَ الْمُنَادِيَاآخر:
وَمِمَّا دَهَانِي أَنَّهَا يَوْمَ أَعْرَضَتْ ** تَوَلَّتْ وَمَاءَ الْعَيْنِ فِي الْجِفْنِ حَائِرُفَلَمَّا أَعَادِتْ مِنْ بَعِيدٍ بِنَظْرَةٍ ** إلى الْتِفَاتًا أَسْبَلَتْهُ الْمَحَاجِرُآخر:
وَلَكِنَّمَا أَفْشَاهُ دَمْعِي وَرُبَّمَا ** أَتَى الْمَرْءُ مَا يَخْشَا مِنْ حَيْثُ لا يَدْرِيآخر:
لا وَالَّذِي جَعَلَ الْغُصُونَ مَعَاطِفًا ** لَهُمُوا وَصَاغَ الأَقْحُوانَ ثُغُورَامَا مَرَّ رِيحُ الصِّبَا مِنْ أَرْضِهِمْ ** إِلا شَهِقْتُ لَهُ فَعَادَ سَعِيرَاآخر:
رَمَتْنِي وَاسْتَتَرَتْ فِي خِدْرِهَا كَذَ ألْ ** قَنَّاصُ إِنْ رَامَ صَيْد الآبَدِ اسْتَتَرافَرُبَّ صَبٍّ تَمَنَّى أَنَّهُ حَجَرٌ ** فِي الْبَيْتِ حِينَ أَكَبَّتْ تَلْثُمُ الْحَجَراآخر:
لِي فِي الْقُدُودِ وَفِي ضَمِّ النُّهُودِ وَفِي ** لَثْمِ الْخُدُودِ لُبَانَاتٌ وَأَوْطَارُهَذَا اخْتِيَارِي فَوَافِقْ إِنْ رَضِيتَ بِهِ ** أَوْ لا فَدَعْنِي وَمَا أَهْوَى وَأَخْتَارُلُمْنِي جُزَافًا وَسَامِحْنِي مُصَارَفَةً ** فَالنَّاسُ فِي دَرَجَاتِ الْحُبِّ أَطْوَارُآخر:
بَدَا فَأَرَانِي الظَّبْيَ وَالْغُصْنَ وَالْبَدْرَا ** فَتَبًّا لِقَلْبٍ لا يَبِيتُ بِهِ مُغْرَابَدِيعُ جَمَالٍ كُلَّمَا فِيهِ مُعْجِزٌ ** مِنَ الْحُسْنِ لَكِنْ وَجْهُهَا الآيَةُ الْكُبْرَىأَقَامَ بِلالُ الْخَال فِي صَحْنِ خَدِّهَا ** يُرَاقِبُ مِنْ لألاءِ غُرَّتَهَا الْفَجْرَاآخر:
يُذَكِّرِنِي عَهْدَ النَّجَاشِي خَالُهَا ** وَأَجْفَانُهَا الْوَسْنَى تُذَكِّرُنِي كِسْرَىيَمِيلُ بِهَا خَمْرُ الدَّلالِ كَأَنَّمَا ** مَعَاطِفَهَا مِنْ خَمْرِ ألْحَاضِهَا سَكْرَىآخر:
وَمَنْ لِي بِجِسْمٍ أَشْتَكِي مِنْهُ بِالْفَنَا ** وَقَلْبٍ فَأَشْكُو مِنْهُ بِالْخَفَقَانِوَمَا عِشْتُ حَتَّى الآنَ إِلا لأَنَّنِي ** خَفِيتُ فَلَمْ يَدْرِ الْحِمَامُ مَكَانِيوَلَوْ أَنَّ عُمْرِي عُمْرُ نُوحٍ وَبِعْتُهُ ** بِسَاعَةِ وَصْلٍ مِنْكَ قُلْتُ كَفَانِيإِذَا إليأْسُ نَاجَى النَّفْسَ مِنْكَ بِلَنْ وَلا ** أَجَابَتْ ظُنُونِي رُبَّمَا وَعَسَانِيآخر:
أَضُمُّ عَلَى الدَّاءِ الدَّفِينِ جَوَانِحِي ** وَأُظْهِرُ مِنْ خَوْفِ الرَّقِيبِ بَشَاشَتِيوَلَيْسَ تَلافِي مُذْ رُمِيتُ بِهَجْرِهَا ** عَجِيبٌ وَلَكِنَّ الْعَجِيبَ سَلامَتِيلَهَا قَدُّ عَسَّالٍ وَحُسْنُ مُعَتَّقٍ ** وَلِي قَلْبُ مَحْزُونٍ وَنَظْرَةُ بَاهِتِآخر:
وَلَمَّا التَقَيْنَا وَالنَّوَى وَرَقِيبُنَا ** غَفُلانِ عَنَّا ظِلْتُ أَبْكِي وَتَبْسِمُفَلَمْ أَرَ بَدْرًا ضَاحِكًا قَبْلَ وَجْهِهَا ** وَلَمْ تَرَ قَبْلِي مَيِّتًا يَتَكَلَّمُظَلُومٌ كَمَتْنَيْهَا لِصَبٍّ كَخَصْرِهَا ** ضَعِيفِ الْقُوَى مِنْ فِعْلِهَا يَتَظَلَّمُبِفَرِعٍ يُعِيدُ اللَّيْلَ وَالصُّبْحُ نَيِّرٌ ** وَوَجْهٍ يُعِيدُ الصُّبْحَ وَاللَّيْلُ مُظْلِمُآخر:
أَثَافٍ بِهَا مَا بِالْفُؤَادِ مِنَ الصَّلَى ** وَرَسْمٌ كَجِسْمِي نَاحِلٌ مُتَهَدِّمُقَالُوا عَهِدْنَاكَ مِنْ أَهْلِ الرَّشَادِ فَمَا ** أَغْوَاكَ قُلْتُ اطْلُبُوا مِنْ لَحْظِهَا السَّبَبَامَنْ صَاغَهَا اللهُ مِنْ مَاءِ الْحَيَاةِ وَقَدْ ** أَجْرَى بَقِيَّتُهَا فِي ثَغْرِهَا شَنَبَامَاذَا تَرَى فِي مُحِبٍّ مَا ذُكَرْتِ لَهُ ** إِلا بَكَى أَوْ شَكَا أَوْ حَنَّ أَوْ طَرِبَاكَمْ لَيْلَةٍ بِتُّهَا وَالنَّجْمُ يَشْهَدُ لِي ** رَهِينَ شَوْقٍ إِذَا غَالَبْتُهُ غَلَبَاآخر:
فَيَا حُسْنَنَا وَالدَّمْعُ بالدَّمْعِ وَاشُجٌ ** نُمَازِجُهُ وَالْخَدُّ بِالْخَدِّ مُلْصَقُوَقَدْ ضَمَّنَا وَشْكُ التَّلاقِي وَلَفَّنَا ** عِنَاقٌ عَلَى أَعْنَاقِنَا ثُمَّ ضَيِّقُفَلَمْ تَرَ إِلا مُخْبِرًا عَنْ صَبَابَةٍ ** بِشَكْوَى وَإِلا عِبْرَةً تَتَرَقْرَقُوَمِنْ قُبَلٍ قَبْلَ التَّلاقِي وَبَعْدَهُ ** تَكَادُ بِهَا مِنْ شِدَّةِ اللَّثْمِ نَشْرقُآخر:
كَيْفَ التَخَلُّصُ وَالْجُفُونُ نَوَاعِسٌ ** وَبِمَا التَّسَلِّي وَالْقُدُودُ رِشَاقُوَأُحِبُّ تَلْسَعُنِي عَقَارِبُ صُدْغِهَا ** عِلْمًا بِأَنَّ رُضَا بَهُا تِرْيَاقُآخر:
وَمَهْزُوزَةٍ هَزَّ الْقَضِيبِ إِذَا مَشَتْ ** تَثَنَّتْ عَلَى دَلٍّ وَحُسْنِ قَوَامِيأَحَلَّتْ دَمِي مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ وَحَرَّمَتْ ** بِلا سَبَبٍ يَوْمَ اللِّقَاءِ كَلامِيفُؤُادِي مَا أَبْقَيْتِ مِنِّي فَإِنَّهُ ** حُشَاشَةُ نَفْسٍ فِي نُحُولِ عِظَامِآخر:
وَلَمْ أَنْسَ ضَمِّي لِلْحَبِيبِ عَلَى رِضَا ** وَرَشْفِي رُضَابًا كَالرَّحِيقِ الْمُسَلْسَلِوَلا قَوْلَهَا لِي عِنْدَ تَقْبِيلِ خَدِّهَا ** تَنَقَّلْ فَلَذَّاتُ الْهَوَى فِي التَّنَقُّلِآخر:
دُرِّيَةُ الْقَصْرِ لَوْلا سِمْطُ مَنْطِقِهَا ** وَظَبْيَةُ الْقَفْرِ لَوْلا الْحَلْيُ وَالْعَطَلُسِيَّانَ بِيضُ ثَنَايَاهَا إِذَا ضَحَكَتْ ** وَمَبْسَمَ الْبَرْقِ لَوْلا النَّظْمُ وَالرَّتَلُفُرْسَانُ طَعْنٍ وَضَرْبٍ غَيْرَ أَنَّهُمْ ** أَمْضَى سِلاحِهِمْ الْقَامَاتَ وَالْمُقَلُشَوْسٌ عَلَى الشُّوسِ بِالْبَيْضِ الرِّقَاقِ سَطَوْا ** وَبِالْجُفُونِ عَلَى أَهْلِ الْهَوَى حَمَلُواآخر:
لَهَا خَالٌ عَلَى صَفَحَاتِ خَدٍّ ** كَنَقْطَةِ عَنْبَرٍ فِي صِحْنِ مَرْمَرْوَأَجْفَانٍ بِأَسْيَافٍ تُنَادِي ** عَلَى عَاصِي الْهَوَى اللهُ أَكْبَرْآخر:
تَصَبَّرْتَ عَنْهُمْ وَانْثَنَيْتُ إليهم ** وَلَمْ يَبْقَ فِي قوْس التَّصَبّرُ مَنْزَعُفَلا حَاجِزٌ بَيْنَ الأَحِبَّةِ حَاجِزٌ ** وَلا لَعْلَعٌ مُذْ فَارَقَ الْحَيُّ لَعْلَعُلَهَا مِنْ مَهَاةِ الرَّمْلِ عَيْنٌ مَرِيضَةٌ ** وَجِيدٌ كَجِيدِ الظَّبِي أَغِيدُ أَتْلَعُوَلا عَجَبٌ فَالبُخْل فِي الْغِيدِ وَالدُّمَى ** طَبِيعَةُ نَفْسٍ لَيْسَ فِيهَا تَصَنُّعُآخر:
تَمِيسَ إِذَا عَايَنْتُ غُصْنَ قَوَامِهَا ** وَتَكْسِرُ كَسْرَاتِ الْجُفُونِ تَحَرُّشَاوَلِي دَهْشَةُ السَّاهِي إليها إِذَا بَدَتْ ** وَلَمْ تُبْدِ ذَاكَ الْخَدَّ إِلا لِتُدْهِشَاسَرَتْ فَوْقَ خَدَّيْهَا مِيَاهُ جَمَالِهَا ** فَمُدَّ مِن الأَصْدَاغ كَرْمًا مُعَرَّشَاوَشَى النَّاسُ أَنِّي فِي هَوَاهَا مُتَيَّمٌ ** لَقَدْ صَدَقَ الْوَاشِي النَّمُومُ بِمَا وَشَىآخر:
دَعُوا الْوُشَاةَ وَمَا قَالُوا وَمَا نَقَلُوا ** بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مَا لَيْسَ يَنْفَصِلُلَهَا سَرَائِرُ فِي قَلْبِي مُخَبَّأَةٌ ** لا الْكُتُبُ تَنْفَعُنِي فِيهَا وَلا الرُّسُلُآخر:
هَزُّوا الْقُدُودَ وَأَرْهَفُوا سَمْر الْقَنَا ** وَتَقَدَّمُوا عَوض السُّيُوفِ الأَعْيُنَاوَتَقَدَّمُوا لِلْعَاشِقِينَ فَكُلُّهُمْ ** أَخَذَ الأَمَانَ لِنَفْسِهِ إِلا أَنَايَا قَلْبَهَا الْقَاسِي وَرِقَّةَ خِصْرِهَا ** هَلا انْتَقَلْتِ مِنْ هُنَاكِ إِلَى هُنَالما انْثَتْ فِي حُلَّةٍ مِنْ سُنْدُسٍ ** قَالَتْ غُصُونُ الْبَانِ مَا أَبْقَتْ لَنَاوَبِخَدِّهَا وَبِشَعْرِهَا وَعِذَارِهَا ** مَعْنَى الْعَقِيقِ وَبَارِقٍ وَالْمُنْحَنَىآخر:
مَا كُنْتُ أَعْرَفُ مَا مِقْدَارَ وَصْلُكِ لِي ** حَتَّى هَجَرْتِ وَبَعْضُ الْهَجْرِ تَأْدِيبُأَرْضَى وَأَسْخَطُ أَوْ أَرْضَى تَلَوُّنَهَا ** وَكُلُّ مَا يَفْعَلْ الْمَحْبُوبُ مَحْبُوبُآخر:
وَمَنْ كَانَ ذَا صَبْوَةٍ بِالْمِلاحْ ** فَلا يَطْعَمُ النَّوْمَ إِلا قَلِيلْبِرِدْفٍ ثَقِيلٍ وَخِصْرٍ نَحِيلْ ** وَخَدٍّ أَسِيلٍ وَطَرْفٍ كَحِيلْوَتِلْكَ الْقُدُودِ وَتِلْكَ الْعُيُونْ ** فَكَمْ مِنْ جَرِيحٍ وَكَمْ مِنْ قَتِيلْآخر:
وَمَا هَجَرَتْكِ النَّفْسُ أَنَّكِ عِنْدَهَا ** قَلِيلٌ وَإِنْ قَدْ قَلَّ مِنْكِ نَصِيبُهَاوَلَكِنَّهُمْ يَا أَجْمَلَ النَّاسِ أُولِعُوا ** بِقَوْلٍ إِذَا مَا زُرْتُ هَذَا حَبِيبُهَاآخر:
وَأَمَرُّ مَا لاقَيْتُ مِنْ أَلَمِ الْهَوَى ** قُرْبُ الْحَبِيبِ وَمَا إليه وُصُولُكَالْعَيْسِ فِي الْبِيدَاءِ يَقْتُلُهَا الظَّمَا ** وَالْمَاءُ فَوْقَ ظُهُورِهَا مَحْمُولُآخر:
أَمَاطَتْ كِسَاءَ الْخَزِّ عَنْ حُرِّ وَجْهِهَا ** وَأَرْخَتْ عَلَى الْمَتْنَيْنِ بُرْدًا مُهَلْهَلامِنَ اللاء لَمْ يَحْجِجْنَ يَبْغِينَ حِسْبَةً ** وَلَكِنْ لِيَقْتُلْنَ الْبَرِيءَ الْمُغَفَّلاآخر:
يَا مَنْ إِذَا نَظَرَتْ عَيْنِي مَحَاسِنُهَا ** أَلُومُهَا فِي هَوَاهَا ثُمَّ أَعْذِرُهَايَا لِلرِّجَالِ أَمَا فِي الْحُبِّ مِنْ حَكَمٍ ** يَنْهَى الْعُيُونَ إِذَا جَارَتْ وَيَأْمُرُهَالا تَطْلُبَنَّ مِِِِِن الأَعْطَافِ عَاطِفَةٌ ** فَإِنَّ أَعْدَلَهَا فِي الْحُبِّ أُجُورُهَاآخر:
مَتَى أَوْعَدَتْ أَوْلَتْ وإِنْ وَعَدَتْ لَوَتْ ** وَإِنْ أَقْسَمَتْ لا تُبْرِئُ السُّقْمَ بَرَّتِوَإِنْ عَرَضَتْ أُطْرِقْ حَيَاءً وَهِيبَةً ** وَإِنْ أَعْرَضَتْ أُشْفِقْ وَلَمْ أَتَلَفَّتِبِهَا قَيْسُ لُبْنَى هَامَ بَلْ كُلُّ عَاشِقٍ ** كَمَجْنُونِ لَيْلَى أَوْ كُثَيَّرِ عَزَّةِمَوَاطِنُ أَفْرَاحِي وَمَرْبَى مَآرَبِي ** وَأَطْوَارُ أَوْطَارِي وَتَخْفِيف خِيفَتِيأَخَذْتُمْ فُؤَادِي وَهُوَ بَعْضِيَ عِنْدَكُمْ ** فَمَا ضَرَّكُمْ لَوْ كَانَ بَعْضِي جُمْلَتِيكَأَنِّي هِلالُ الشَّكِّ لَوْلا تَأَوُّهِي ** خَفِيتُ فَلَمْ تُهْدَ الْعُيُونُ لِرُؤْيَتِيآخر:
خُذُوا مِنْ صَبَا نَجْدِ أَمَانًا لِقَلْبِهِ ** فَقَدْ كَانَ رَيَّاهَا يَطِيرُ بِلُبِّهِتَذَكَّرَ وَالذِّكْرَى تَشُوقُ وَذُو الْهَوَى ** يَتُوقُ وَمَنْ يَعْلِقْ بِهِ الْحُبُّ يُصْبِهِأَغَارُ إِذَا آنَسْتُ فِي الْحَيِّ أَنَّهُ ** حِذَارًا وَخَوْفًا أَنْ تَكُونَ لِحُبِّهِوَلَسْتُ عَلَى وَجْدِي بِأَوَّلِ عَاشِقٍ ** أَصَابَتْ سِهَامُ الْحُبِّ حَبَّةَ قَلْبِهِآخر:
خَطَطْتُ مِثَالَهَا وَجَلَسْتُ أَشْكُو ** إليها مَا لَقِيتُ عَلَى انْتِحَابكَأَنِّيَ عِنْدَهَا أَشْكُو هُمُومِي ** إليها وَالشَّكَاةُ إِلَى التُّرَابآخر:
إِذَا مَا نَهَى النَّاهِي فَلَجَّ بِيَ الْهَوَى ** أَصَخْتَ إِلَى الْوَاشِي فَلَجَّ بِي الْهَجْرُتَوَهَّمْتُهَا أَلْوِي بِأَجْفَانِهَا الْكَرَى ** كَرَى النَّوْمِ أَوْ مَالَتْ بِأَعْكَافِهَا الْخَمْرُوَيَوْمَ مَا تَثَنَّتْ لِلْوَدَاعِ وَسَلَّمَتْ ** بِعَيْنَيْنِ مَوْصُولٌ بِلَحْظِهِمَا السِّحْرُآخر:
فَخُذُوا أَحَادِيثَ الْهَوَى مِنْ صَادِقٍ ** مَا ضَلَّ عَنْ شَرْعِ الْغَرَامِ وَمَا غَوَىوَبَمُهْجَتِي رَشَأَ أَطَالَتْ عُذَّلِي ** فِيهَا الْمَلامَ وَقَدْ حَوَتْ مَا قَدْ حَوَىقَالُوا أَفِيهَا سِوَى رَشَاقَتِ قَدِّهَا ** وَفُتُورِ عَيْنِيهَا وَهَلْ مَوْتِي سِوَىيروي الأَرَاكُ مَحَاسِنَا عَنْ ثَغْرِهَا ** يَا طِيبَ مَا نَقَلَ الأَرَاكُ وَمَا رَوَىآخر:
أظن وما جريت مثلك إنما ** قُلُوب نساء العالمين صخورذريني أنم إن لم أنل منك زورة ** لعل خيالاً في المنام يزورآخر:
وبيض بألحاظ العيون كأنما ** هززت سيوفًا واستللن خناجراتصدين لي يومًا بمنعرج اللوى ** فغادرن قلبي بالتصبر غادرسفرن بدورًا وانتقبن أهلةً ** ومسن غصونًا والتفتن جأذراوأطلعن بالأجياد بالدر أنجما ** جعلن لحبات القُلُوب ضرائرآخر:
رَشَاقد اتَّخَذَا الضُّلُوعُ كِنَاسَهُ ** وَالْقَلْبَ مَرْعَى وَالْمَدَامِعَ مَوْرِدَاسَلَبَ الْفُؤَادَ إِذَا بَدَا وَإِذَا رَنَا ** فَضَحَ الْغَزَالَةَ وَالْغَزَالَ الأَغْيَدَاكَالْوَرْدِ خَدًّا وَالْهِلالِ تَبَاعُدًا ** وَالضَّبْي جِيدًا وَالْقَضِيبِ تَأَوُّدَاسَيْفٌ تَرَقْرَقَ فِي شَبَاهُ فِرِنْدُهُ ** يَأْبَى بِغَيْرِ جَوَانِحِي أَنْ يُغْمَدَاآخر:
لَوْ كُنْتَ سَاعَةَ بَيْنَنَا مَا بَيْنَنَا ** وَشَهِدتَّ كَيْفَ نُكَرّرُ التَّوْدِيعَاأَيْقَنْتَ أَنَّ مِنَ الدُّمُوعِ مُحَدِّثًا ** وَعَلِمْتَ أَنَّ مِن الْحَدِيثِ دُمُوعَاآخر:
يَا لائِمِي فِيمَنْ تَمَنَّعَ وَصْلُهَا ** عَنْ حُبِّهَا أَحْلَى الْهَوَى مَمْنُوعُهُآخر:
نَفُوزُ عَرَتْهَا نَفْرَةٌ فَتَجَاذَبَتْ ** سَوَالِفُهَا وَالْحَلْيُ وَالْخَصْرُ وَالرِّدْفُوَخَيَّلَ مِنْهَا مَرْطُهَا فَكَأَنَّمَا ** تَثَنَّى لَنَا خُوطٌ وَلا حَضَنَا خَشْفُوَقَابَلَنَا رُمَّا نَتَاغُصْنِ بَانَةٍ ** يَمِيلُ بِهِ بَدْرٌ وَيُمْسِكُهُ حِقْفُآخر:
فِي الْبَدْرِ مِنْ صَفْحَتِهَا لَمْحَةٌ ** وَلَمْحَةٌ فِي الظَّبْي مِنْ طَرْفِهَاانْتَهَى إِذَا مَشَتْ جَاذَبَهَا رِدْفُهَا ** كَأَنَّمَا تَمْشِي إِلَى خَلْفِهَاآخر:
وَلَوْ أَذَى التَّطْوِيل سُقْتُ زِيَادَةً ** لَهَا صَاحِب التَّفْكِيرِ يَخْشَى وَيَحْذَرُ